الاثنين، 6 ديسمبر 2010

بأي روحية نعيش عاشوراء الحسين عليه السلام ؟
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم

حينما ننظر إلى معالم سيرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونتصفح فصول حياته ووجوده المبارك، وما سبق على لسان الأنبياء والأئمة الطاهرين  في عظم مصابه، كان لحركته (ثأر الله) في أرضه وأداءً لحقه (عزّ وجلّ) ، ويمكن أن نعايش هذا الوجود المبارك من أول لحظات حياته وقد ارتسمت صورته على وجه الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وآله، حيث حينما
يطل صلى الله عليه وآله على سبطه (الحسين) ذاك القمر المشرق .. يقف ملياً في النظر إليه فتتمازج دمعاته بحنان عميق، لما يمثل هذا السبط عليه السلام بقاءً للرسالة وحفظاً للمواريث.
هذا الشعور ليس عاطفة عابرة ولا إحساس مجرد، بل هي مخزونات الوحي وإيحاءات النبوة، لمقامه وعلو مصابه.
من هذا المعنى ندخل (عاشوراء الحسين عليه السلام لنحاسب شعورنا
- ونتساءل بأي شعور وأي معنى - نرسمه في مخيلتنا ونحن نطلّ على هذه الذكرى؟!
هل المعنى الذي ينظر لمصاب سيد الشهداء عليه السلام بنظرةٍ سطحيةٍ قاصرة، نظرة ترسم الواقعة (بحدثٍ تأريخي) عابر كباقي صراعات البشر، يغلب فيها المنتصر ويخسر فيها المنهزم، حتى عاد التاريخ عندهم لوحة تلون فيها الحقيقة بلون الباطل، وعليه خلّدوا يوم الأسى عيدا، أم هي (نظرة عاطفية آنية) تجمد فيها المصيبة أيام المصاب لا تتفاعل مع كل امتدادات الواقعة، فتبقى تفاعل عاطفي آني .!
أم هي نظرة فكرية (تحمل شعوراً بارداً) مفصولاً عن التفاعل العاطفي والشعوري المطلوب، أَم وأَمْ ..
كلا النظرات السابقة تكمن سلبيتها في (التعاطي الشكلي)
مع الشعيرة دون المضامين السامية التي ثار من أجلها سيد الشهداء وبذلك ينفصل الشعار عن الشعور، والإطار عن المضمون .
- إذاً ما هي النظرة والمعنى الذي ندخل به عاشوراء الحسين عليه السلام ؟!
ويمكن إن نكتشف جزءاً من هذا المعنى من خلال (قصة لأحد العلماء)، حيث يذكر حينما تم تهجيره أيام الثورة إلى منطقة أهلها من (السنة) فذكر لـه أحدهم بأنكم - الشيعة - سر رفضكم وإصراركم الدائم!… هو هذا الذي بينكم (الحسين ..) .
مع قصر هذه الكلمات إلا أنها تحمل معاني غائبة عنا - نحن الموالون - كان الأولى بنا أن نستحضرها قبل غيرنا، نعم .. سرّ بقائنا الحسين، فبقاؤنا كمذهب أصيل إلى اليوم هو بثورة سيد الشهداء عليه السلام وتضحياته العظيمة، فهو الدافع والمانع لنا في ساعات الشدائد ومرارة الحق ورفض الظلم وطلب الإصلاح، وقد صدق القائل (الإسلام محمدي الوجود .. حسيني البقاء).
فلابد أن ننطلق في نظرتنا لمصاب وثورة سيد الشهداء عليه السلام في كل معانيه الكبيرة التي حملها، لا على مستوى سرد المواقف والمصائب فحسب بل ونحن نستقبل ذكراها لابد أن نستلهم روح الحسين عليه السلام ونصعدها بداخلنا روح أداء الواجب ومرضاة الله ..
روح الرفض وغيرة الدين .. وروح التضحية بالغالي والنفيس كما نعيش مواسم القرب والعبادة في شهر رمضان والحج .
فموسم عاشوراء الحسين عليه السلام محطة أخرى نفتح (وعينا) فيها على الركب الطاهر لمسيرة الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين الممتدة في حلقات التاريخ.
وأن نرسم (نهج الحسين) في واقعنا حينما نرى الدين يمحق والأحكام تعطل .. بذلك تتعالى الصرخات خلف راية واحدة خفاقة كُتِبَ عليها (يا لثارات الحسين عليه السلام) مع الطالب بثأر دمه (عج) .. وبذلك تنتهي (كربلاء الكبرى) على يد سيف جده، لذا فتكن دمعاتنا في مصابه حرارةٌ وحرقة .. ويكون لطمنا لمواساته تأهباً وعدة .. ونجسد ما قاله جده الأكرم صلى الله عليه وآله :
((إن للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق